
يحي خليفة يكتب
ولسوف يعطيك ربك
في أيام الشدائد يحي خليفة يكتب
ولسوف يعطيك ربك
في أيام الشدائد والمحن، تختفي كل الحواجز، وتتواري كل الفوارق، ويسود التواضع، ويصبح الناس أجمعون إخوة متآلفين، ولا مكان وقتئذ للشكليات الجوفاء، فلم نهتم بإيجاد من يعرفهم بنا أو يعرفنا بهم، وسألنا هؤلاء المجهولين المعروفين الأموات الأحياء: هل تنبهتم وأنتم تناهضون الردي لخطورة قراراتنا وبراعة صياغتها وجمال ألفاظها وبلاغة معانيها؟ وهل تعرفون كم اجتماعاً عقدنا لمناصرتكم وكم ساعة استغرق كل اجتماع؟ وهل ضحكتم بتشف وزهو بعد أن ثأرنا ممن سفك دماءكم وصرنا نصافحه بفتور كلما التقيناه؟ وهل رأيتم أحزاننا كيف تحولت طيوراً سوداً تحلق في سماء زرقاء ملطخة بالدخان؟ وهل بلغت مسامعكم أصواتنا المؤيدة لكم والملأي بالسخط المتزن المدروس أم أنها ضاعت وسط دوي القنابل المتساقطة؟ وهل نميت إليكم أنباء تأهبنا لنجدتكم وأوامرنا السرية إلي حراسنا بأن يستيقظوا من نومهم، فأطاعوا حالاً، وها هم قد بدأوا بفرك عيونهم والتثاؤب وانتظار القهوة السوداء؟ وهل تريدون منا الأسلحة سكاكين مرهفة النصال أم عصياً تصدع الرؤوس؟ وهل تسلمتم الأكفان الغالية السعر التي تبرعنا بها، حريرها طبيعي وألوانها منتقاة بدقة حتي تلائم كل الأذواق؟ وهل خمنتم كم دفعنا للسحب لإغرائها بألا تمطر فوقكم وتلوث أحذيتكم بالطين؟ وهل اطلعتم علي بيوت من شعرٍ نُظم علي عجل بدلاً من بيوتكم التي تهدمت؟ وهل لا تزال أجهزة تلفزيوناتكم صالحة للسهر المسلي أم أنها تحطمت وباتت محتاجة إلي تجديد كلي؟ وهل أطفالكم الأعزاء بما بعثنا به من ألعاب مرحة مشوقة لتدفن معهم في قبورهم الصغيرة؟ وهل سررتم بهدايانا من أدوية السعال مستساغة لذيذة ذات نكهة معطرة ومستوردة من باريس ومعبأة في علب ملونة لا تضارع في أناقتها؟ وهل كانت الأحذية الرياضية المرسلة إليكم من قبلنا لممارسة رياضة المشي إثر كل وجبة طعام كافيةً أم أنكم تحتاجون إلي المزيد منها؟ وهل وصل إليكم ما أرسلناه من صابون مصنوع من زيت الزيتون النقي لغسل أيديكم قبل الطعام وبعده؟ . وسألنا هؤلاء الأموات الأحياء بأصوات توشك أن تغضب من ناكري الجميل: لماذا لا تجيبون؟ هل شُلّت ألسنتكم فرحاً باكتشافها أن لكم إخوة لم تلدهم أمهاتكم؟
، تختفي كل الحواجز، وتتواري كل الفوارق، ويسود التواضع، ويصبح الناس أجمعون إخوة متآلفين، ولا مكان وقتئذ للشكليات الجوفاء، فلم نهتم بإيجاد من يعرفهم بنا أو يعرفنا بهم، وسألنا هؤلاء المجهولين المعروفين الأموات الأحياء: هل تنبهتم وأنتم تناهضون الردي لخطورة قراراتنا وبراعة صياغتها وجمال ألفاظها وبلاغة معانيها؟ وهل تعرفون كم اجتماعاً عقدنا لمناصرتكم وكم ساعة استغرق كل اجتماع؟ وهل ضحكتم بتشف وزهو بعد أن ثأرنا ممن سفك دماءكم وصرنا نصافحه بفتور كلما التقيناه؟ وهل رأيتم أحزاننا كيف تحولت طيوراً سوداً تحلق في سماء زرقاء ملطخة بالدخان؟ وهل بلغت مسامعكم أصواتنا المؤيدة لكم والملأي بالسخط المتزن المدروس أم أنها ضاعت وسط دوي القنابل المتساقطة؟ وهل نميت إليكم أنباء تأهبنا لنجدتكم وأوامرنا السرية إلي حراسنا بأن يستيقظوا من نومهم، فأطاعوا حالاً، وها هم قد بدأوا بفرك عيونهم والتثاؤب وانتظار القهوة السوداء؟ وهل تريدون منا الأسلحة سكاكين مرهفة النصال أم عصياً تصدع الرؤوس؟ وهل تسلمتم الأكفان الغالية السعر التي تبرعنا بها، حريرها طبيعي وألوانها منتقاة بدقة حتي تلائم كل الأذواق؟ وهل خمنتم كم دفعنا للسحب لإغرائها بألا تمطر فوقكم وتلوث أحذيتكم بالطين؟ وهل اطلعتم علي بيوت من شعرٍ نُظم علي عجل بدلاً من بيوتكم التي تهدمت؟ وهل لا تزال أجهزة تلفزيوناتكم صالحة للسهر المسلي أم أنها تحطمت وباتت محتاجة إلي تجديد كلي؟ وهل أطفالكم الأعزاء بما بعثنا به من ألعاب مرحة مشوقة لتدفن معهم في قبورهم الصغيرة؟ وهل سررتم بهدايانا من أدوية السعال مستساغة لذيذة ذات نكهة معطرة ومستوردة من باريس ومعبأة في علب ملونة لا تضارع في أناقتها؟ وهل كانت الأحذية الرياضية المرسلة إليكم من قبلنا لممارسة رياضة المشي إثر كل وجبة طعام كافيةً أم أنكم تحتاجون إلي المزيد منها؟ وهل وصل إليكم ما أرسلناه من صابون مصنوع من زيت الزيتون النقي لغسل أيديكم قبل الطعام وبعده؟ . وسألنا هؤلاء الأموات الأحياء بأصوات توشك أن تغضب من ناكري الجميل: لماذا لا تجيبون؟ هل شُلّت ألسنتكم فرحاً باكتشافها أن لكم إخوة لم تلدهم أمهاتكم؟