تقييم الأداء المؤسسي لمدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وسبل تطويره

بكلية التربية جامعة الاسكندرية
قسم الإدارة التربوية وسياسات التعليم

تقييم الأداء المؤسسي لمدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وسبل تطويره
رسالة مُقدَّمة ضمن متطلبات الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في التربية تخصُّص “الإدارة التربوية وسياسات التعليم”
(نظام الساعات المعتمدة)

إعــــــــداد الباحثــــة
عبـيــر سـعــد ســـلامـــة عبد الكريــم

إشراف
أ.د/ السيدة محمود إبراهيم سعد
أستاذ الإدارة التربوية وسياسات التعليم
ووكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث
كلية التربية – جامعة الإسكندرية د/ أفكــار سعـيد خميس عطية
أستاذ الإدارة التربوية
وسياسات التعليم المساعد
كلية التربية – جامعة الإسكندرية
د/ محـمـــد جــابــــر البـــدوي
أستاذ الإدارة التربوية وسياسات التعليم المساعد
كلية التربية – جامعة الإسكندرية د/ بـاســـم إبــراهــيــم خلـيــل
مدرس الإدارة التربوية وسياسات التعليم
كلية التربية – جامعة الإسكندرية

1447ه – 2025م
المناقشون
الاستاذ الدكتور/ محمد خميس حرب،
أستاذ ورئيس قسم الإدارة التربويَّة، وسياسات التعليم ـــ كلية التربية ــ جامعة الإسكندرية،
الأستاذ الدكتور/ رمضان محمد محمد السعودي، أستاذ ورئيس قسم التربية المقارنة والادارة التعليمية جامعة كفر الشيخ
تمهيد:
توجد حاجة مستمرة إلى قياس وتقييم أداء مديري المدارس باستمرار للوقوف على مدى تحقيق الأهداف، والكشف عن الانحرافات التي يُمكن التعرض لها وتصحيحها، وتُعد بطاقة الأداء المتوازن من نماذج قياس الأداء المتعددة الأبعاد والأوسع انتشارًا على المستوى العالمي، وقد تمَّ تطوير بطاقة الأداء المتوازن واستخدامها في قطاع التعليم من أجل توفير أساس للمسئولية والمحاسبية.
وتتضمن بطاقة الأداء المتوازن مجموعة من المقاييس متعددة الجوانب، وبذلك تقدم للإدارة صورة واضحة وشاملة وسريعة للأداء الإداري بالمؤسسة؛ لمساعدة المؤسسات على ترجمة الاستراتيجيَّة الخاصَّة بها، ورسالتها إلى مقاييس أداء دقيقة تقدم إطار عمل لنظام الإدارة والقياس الاستراتيجي.
وتُعد بطاقة الأداء المتوازن إحدى أبرز وأهم الوسائل الإداريَّة المعاصرة التي تستند إلى فلسفة واضحة في تحديد الاتجاه الاستراتيجي للمنظمة أيًّا كانت طبيعة عملها وقياس مستوى التقدم في الأداء باتجاه تحقيق الأهداف من خلال تقديم صورة واضحة عن وضع المنظمة الراهن ومستقبلها، وهي أيضًا من أهم المفاهيم الإداريَّة الحديثة.
مشكلة البحث:
بالرغم من جهود الدولة لتطوير التعلُّم في مصر بصفة عامَّة، والتعليم الثانوي العام بصفة خاصَّة؛ حظي موضوع تقييم الأداء المؤسسي باهتمام كبير؛ لأنه يعكس نقاط القوة والضعف والتوجه الاستراتيجي لها، ويسد فجوات الأداء لديها، فيحسن من أدائها ويحقق أهدافها، وتؤكد معظم الأدبيات على أن مدخل تقييم الأداء المؤسسي يُعد من أبرز مداخل الإصلاح والتطوير للمؤسسات التربويَّة.
ويشير الواقع إلى ظهور العديد من المشكلات، التي تواجه تقييم الأداء لمدارس التعليم الثانوي العام، والتي كشفت عنها الدراسة الاستطلاعية، التي أجرتها الباحثة عن واقع تقييم الأداء المؤسسي لبعض مدارس التعليم الثانوي العام، لعينة مكونة من 60فردًا (20 مدير مدرسة و40 معلمًا) مدرسة ثانوية عامَّة بمحافظة الإسكندرية.
أسئلة البحث:
1- ما الأسس الفكريَّة لبطاقة الأداء المتوازن في ضوء أدبيات الفكر الإداري المعاصر؟
2- ما أبعاد بطاقة الأداء المتوازن التي يُمكن تطبيقها في المؤسسات التعليميَّة؟
3- ما واقع تقييم الأداء المؤسسي لمدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية باستخدام مدخل بطاقة الأداء المتوازن وسُبل تطويرها، من وجهة نظر قيادات المدارس؟
4- ما معوقات تقييم الأداء المؤسسي لمدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية باستخدام مدخل بطاقة الأداء المتوازن وسُبل تطويرها، من وجهة نظر قيادات المدارس؟
5- ما التصوُّر المقترح لتقييم الأداء المؤسسي لمدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وسُبل تطويرها؟
أهداف البحث:
هدف هذا البحث إلى تحقيق عدد من الأهداف الفرعية، هي:
1- إلقاء الضوء على الأسس النظريَّة لمدخل بطاقة الأداء المتوازن.
2- التعرُّف على واقع تقييم الأداء المؤسسي باستخدام مدخل بطاقة الأداء المتوازن وسُبل تطويرها.
3- التعرُّف على المعوقات، التي تحول دون تقييم الأداء المؤسسي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وسُبل تطويرها.
4- وضع تصور مقترح لتقييم الأداء المؤسسي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وسُبل تطويرها.
أهميَّة البحث:
• يستمد البحث أهميته من خلال تناوله لموضوع يتسم بالحداثة، وهو مدخل بطاقة الأداء المتوازن، إضافة إلى قلة الدراسات التي تناولت هذا المدخل لتقييم الأداء المؤسسي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن.
• مساعدة المسئولين بالإدارات العليا ومتخذي القرار على تقييم السياسات والإجراءات الخاصَّة بالمدارس من خلال استخدام مدخل بطاقة الأداء المتوازن لتقييم الأداء المؤسسي.
• يسعى هذا البحث لاقتراح نموذج يُمكن الاسترشاد به عند الأخذ بمفاهيم بطاقات القياس المتوازن في المدارس فإنها بذلك تقدم مدخلًا حديثًا يساهم في تكوين منظمات قوية متطورة قادرة على اتخاذ القرارات باستخدام مؤشرات قياسية محددة؛ ممَّا يمكنها من إمكانيَّة الاستجابة للمتغيرات المتسارعة والمعقدة التي تواجه المدارس، وتعمل على زيادة القدرة التنافسية لمختلف قطاعاتها.
• تحديد بعض التوجهات الجديدة لدى الخبراء في التربية والتعليم من خلال استخدام مدخل بطاقات القياس المتوازن لتقييم الأداء المؤسسي.

حدود البحث:
يتحدد البحث بالحدود التالية:

• الحد الموضوعي: اقتصر البحث على تطوير الأداء المؤسسي لمدارس الثانوي العام باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وفق الأبعاد المكونة لها، وتتمثل في (البُعد المالي– بُعد العمليات الداخليَّة– بُعد التعليم والنمو “التنمية البشريَّة وتقنية المعلومات”– بُعد العملاء “الطلاب، أولياء الأمور، المجتمع”).
• الحد البشري: اقتصرت البحث على عينة من القيادات التعليميَّة (مديرين ووكلاء) مدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية.
• الحد الزمني: تمَّ البحث الحالي على مدارس التعليم الثانوي العام: بداية شهر أكتوبر 2024 إلى ديسمبر 2024م.
• الحد المكاني: اقتصر البحث الحالي على مدارس التعليم الثانوي العام: (رسمي حكومي، رسمي لغات، خدمات)، بمحافظة الإسكندرية بالإدارات التسعة: (إدارة برج العرب، إدارة العامرية، إدارة العجمي، إدارة وسط، إدارة غرب، إدارة المنتزه أوَّل، إدارة المنتزه ثانٍ، إدارة الجمرك، إدارة شرق).
  منهج البحث:
  اعتمد البحث المنهج الوصفي، الذي يقوم على وصف ما هو كائن وتفسيره، بقصد معرفة واقع تقييم الأداء المؤسسي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وسُبل تطويرها، في مدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية.
  أدوات البحث:
  استخدام بطاقة الأداء المتوازن وفق الأبعاد المكونة لها، وتتمثل في (البُعد المالي – بُعد العمليات الداخليَّة – بُعد التعليم والنمو “التنمية البشريَّة وتقنية المعلومات” – بُعد العملاء” الطلاب، أولياء الأمور، المجتمع الخارجي”) بمدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية.
  تعريف إجرائي لبطاقة الأداء المتوازن:
  بطاقة الأداء المتوازن هي أداة لقياس الأداء المؤسسي في مدارس التعليم الثانوي العام؛ لتحقيق التوازن بين الأبعاد المختلفة (المالي – جانب العملاء (الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع الخارجي) – العمليات الداخليَّة – التعلُّم والنمو “التنمية البشريَّة وتقنية المعلومات”)، وتشخيص واقع الأداء لتحسينه وتطويره، وعلاج نواحي القصور والتغلب عليها.
  نتائج البحث والتصور المقترح:
  أولًا: نتائج البحث:
  تناولت نتائج البحث ضعف جوانب القيادة والتخطيط والتنمية المهنية والإمكانات بالمدارس الثانويَّة، مع الحاجة إلى تطبيق بطاقة الأداء المتوازن لتحسين الأداء المؤسسي وتحقيق التوازن بين أبعاده الأربعة وفيما يلي شرح تلك النتائج في محاور كالتالي:
  المحور الأوَّل: محور القيادة والإدارة المدرسيَّة:
  تناول محور القيادة والإدارة المدرسيَّة بأداء مديري المدارس، وأسلوب القيادة، والمركزية، والبيروقراطية، والتخطيط.
  1- ضعف الكفاءة الإداريَّة للمديرين.
  2- هيمنة البيروقراطية والمركزية.
  3- غياب التحفيز والمشاركة في اتخاذ القرار.
  4- عدم وضوح الخطط والأهداف أو الإعلان عنها للمستفيدين.
  5- ضعف تطبيق أسس تقييم الأداء المؤسسي على أسس علمية.
  المحور الثاني: محور الموارد البشريَّة والتنمية المهنيَّة:
  تناول محور الموارد البشريَّة والتنمية المهنية تنمية قدرات العاملين وتطوير أدائهم من خلال التدريب المستمر، وتحسين أساليب التقييم والترقي؛ بما يحقق الكفاءة والعدالة في الأداء المؤسسي.
  1- ضعف التنمية المهنية للعاملين.
  2- اقتصار التدريب على الشكل دون المضمون.
  3- غياب برامج تدريبية فعَّالة مبنية على احتياجات فعلية.
  4- وجود فروق في الأداء تبعًا للمؤهل العلمي وسنوات الخبرة؛ ممَّا يعكس عدم العدالة في التقييم والترقي.
  المحور الثالث: محور التخطيط والجودة والتقييم المؤسسي:
  يتناول محور التخطيط والجودة والتقييم المؤسسي مدى كفاءة التخطيط الاستراتيجي وشفافية التقييم، ومدى توظيف معايير الجودة في تحسين الأداء واتخاذ القرارات المبنية على نتائج التقييم.
  1- ضعف الشفافية في التقييمات الحالية.
  2- عدم الاستفادة من نتائج التحصيل الدراسي لتحسين الأداء.
  3- غياب الخطط الواضحة لتقييم الأداء ومتابعتها.
  4- اتفاق العاملين على وجود قصور عام في تطبيق بطاقة الأداء المتوازن.
  المحور الرابع: محور الموارد والإمكانات الماديَّة والتكنولوجيَّة:
  تناول محور الموارد والإمكانات المادية والتكنولوجية على توافر وتوظيف الموارد المادية والتقنية داخل المدرسة بما يدعم العمليَّة التعليميَّة ويُسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجيَّة بكفاءة.
  1- نقص الإمكانات المادية والتجهيزات داخل المدارس.
  2- ضعف توظيف التكنولوجيا في دعم العمليَّة التعليميَّة.
  3- الحاجة إلى مراعاة العوامل البيئية والثقافيَّة المحيطة.
  4- ضرورة التركيز على المحتوى والمناهج قبل التقنيات.
  المحور الخامس: محور تطبيق بطاقة الأداء المتوازن وتطوير الأداء المؤسسي:
  تناول محور تطبيق بطاقة الأداء المتوازن وتطوير الأداء المؤسسي كيفية استخدام البطاقة أداة استراتيجيَّة لقياس الأداء وتحسينه، من خلال تحقيق التكامل بين الأبعاد الأربعة ودعم عمليَّة صنع القرار والتطوير المستمر.
  1- أهميَّة تطبيق بطاقة الأداء المتوازن مدخل لتطوير الأداء المؤسسي.
  2- قدرتها على تحقيق التكامل بين الأبعاد الأربعة (المالي، العملاء، العمليات الداخليَّة، التعلُّم والنمو).
  3- دورها في ربط الأنشطة التنفيذية بالاستراتيجية وتحسين المتابعة والتغذية الراجعة.
  التوصيات:
  إضافة مقاييس مقننة لقياس مدى رضا الطلاب عن التعليم والمدرسة داخل بطاقة الأداء المتوازن.
  1- ترتيب الأولويات بما يتناسب مع رؤية ورسالة المدرسة.
  2- اكتشاف القيادات وإعدادها وبث روح الثقة في العاملين.
  3- تحفيز العاملين على الابتكار، وقدرته على الاستثمار الجيد للوقت.
  4- توفير مناخ داعم للتعلم، وتفويض الأعمال كوسيلة لتطوير المرؤوسين.
  5- الاستماع إلى مقترحات عملاء المدرسة الخارجيين (أولياء الأمور والطلاب).
  6- تفويض سلطة لاتخاذ القرارات.
  7- تشجيع العاملين على العمل الجماعي لتحقيق الأهداف.
  8- ترسيخ ثقافة العمل الجماعي.
  9- تقليل عدد الإجراءات اللازمة للعمل.
  10- استخدام مكثف للتكنولوجي
  11- تطوير دور المدير بالمدرسة كقائد تحويلي محفز ومؤثر لمرؤوسيه على الابتكار.
  12- إتاحة الفرص لكثير من العاملين لممارسة الحرية، واستخدام التفكير الإبداعي.
  ثانيًا: التصوُّر المقترح:
  انتهى البحث بوضع تصوُّر مقترح يهدف تقييم الأداء المؤسسي لمدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة الإسكندرية باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وسُبل تطويره بهدف وضع إطار عملي لتقييم الأداء المؤسسي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن، وبما يسهم في تشخيص جوانب القوة والضعف، ودعم صانعي القرار المدرسي ويعزز من قدرة المدارس على التطوير المستمر، وتحقيق التميز المؤسسي وفق متطلبات الجودة والاعتماد التربوي، وقد اعتمد التصوُّر المقترح مجموعة محاور رئيسية:
  أولًا: أهداف التصوُّر المقترح.
  ثانيًا: منطلقات التصوُّر المقترح.
  ثالثًا: إجراءات التصوُّر المقترح.
  رابعًا: متطلبات تنفيذ التصوُّر المقترح.
  خامسًا: المعوقات التي تواجه تطبيق التصوُّر المقترح.
  سادسًا: بعض سُبل التغلب على معوقات تطبيق التصوُّر المقترح.