Uncategorized

الإسكندرية تقرأ وتُمثّلحروف تتنفس على شاطئ المتوسط

كتبت/ شروق علاء محمد

في قلب المدينة التي جمعت البحر والكتاب، عادت الإسكندرية لتؤكد صفتها كعاصمة للثقافة، عبر فعاليتين ثقافيتين استثنائيتين صيف عام 2025: المعرض الدولي العشرون للكتاب، ومهرجان قسم المسرح الدولي في دورته الثامنة عشرة.


معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب (7 – 21 يوليو 2025)

افتُتح المعرض الدولي العشرون للكتاب في مكتبة الإسكندرية يوم 7 يوليو 2025، واستمر حتى 21 من الشهر نفسه، بتنظيم مشترك بين مكتبة الإسكندرية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، وجمعية الناشرين المصريين والعرب.

وقد شهد المعرض هذا العام مشاركة 78 دار نشر، من بينها 16 دارًا متخصصة في كتب الأطفال، و لم تقتصر على الكتب العربية فقط، بل قدمت للقارئ كتبًا أجنبية أصلية، وضم المعرض أكثر من 215 فعالية ثقافية وندوة، بمشاركة نحو 800 متحدث وكاتب وباحث من مصر والدول العربية، فضلًا عن مؤسسات دولية.

تميز المعرض بوجود جناح مخصص لكتب التراث والكتب المخفضة تحت عنوان “سور الأزبكية”، ما أضفى طابعًا شعبيًا وعتيقًا على أروقة الكتب الحديثة.

كما أطلقت المكتبة خلال المعرض 33 إصدارًا جديدًا من منشوراتها، وقدّمت عددًا من مجلاتها الثقافية المتخصصة، من بينها “ذاكرة مصر” و”أبجديات” و”أوراق”، إضافة إلى الفعاليات المصاحبة في بيت السناري وقصر خديجة بالقاهرة.


مهرجان قسم المسرح الدولي (10 – 15 يوليو 2025)

من الكتب إلى الخشبة، جاءت الدورة الثامنة عشرة من مهرجان قسم المسرح الدولي بالأقسام والمعاهد المتخصصة، التي انطلقت في الفترة من 10 إلى 15 يوليو 2025، برعاية جامعة الإسكندرية، وبمشاركة فرق مسرحية من مصر، إسبانيا، اليونان، الإمارات، والأردن.

حملت الدورة اسم الفنان فتحي عبد الوهاب، تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة ودوره في دعم المسرح الجامعي.

شهد المهرجان عروضًا مسرحية، وورش عمل فنية، ولقاءات مفتوحة مع طلاب وخريجي كليات ومعاهد الفنون.


مكتبة الإسكندرية… قلب الثقافة النابض

طوال أيام المعرض، عادت مكتبة الإسكندرية لتؤكد أنها ليست مجرد مبنى للكتب، بل مؤسسة فكرية متكاملة. استضافت المكتبة أبرز الفعاليات الفكرية في قاعاتها، كما شهدت تنظيم مسابقة القراءة الكبرى التي جذبت جمهورًا واسعًا من مختلف الأعمار.


تعريف بمكتبة الإسكندرية

تُعد مكتبة الإسكندرية من أكبر وأحدث مكتبات العالم العربي، وقد أُعيد إحياؤها عام 2002 في الموقع ذاته للمكتبة القديمة التي اشتهرت عالميًا في العصور الكلاسيكية.
تضم المكتبة:

قاعة رئيسية للمطالعة بمساحة 70,000 متر مربع، تستوعب أكثر من 2 مليون كتاب.

6 مكتبات متخصصة منها مكتبة للطفل، مكتبة للشباب، مكتبة طبية، ومكتبة للمكفوفين.

مركز التوثيق الحضاري والطبيعي، ومتحف الآثار، ومتحف المخطوطات، ومركز دراسات الخطوط.

قاعة مؤتمرات دولية، تستضيف أنشطة محلية وعالمية ثقافية وعلمية على مدار العام.

وتستقبل المكتبة سنويًا مئات الآلاف من الزوار والباحثين والطلاب من مصر ومختلف دول العالم.

إنها ليست مجرد مكتبة، بل مدينة للمعرفة، تتنفس الكتب، وتُخاطب العقول، وتبني جسورًا بين الماضي والحاضر والمستقبل.


الإسكندرية هذا الصيف جمعت بين دفء القراءة وسحر المسرح، بين عبق الكتب وصوت الممثل.
وفي قلب كل ذلك… كانت مكتبة الإسكندرية الحارس الأمين على وهج الفكر، وعين البحر التي لا تنام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى