كتب / احمد عطاالله العشرى

في مشهد يعكس الشجاعة والذكاء الأمني، نجح الرائد أحمد صابر رئيس مباحث مركز البلينا بمحافظة سوهاج، في تنفيذ واحدة من أخطر وأذكى العمليات الأمنية، بعدما قرر أن يتخفى في صورة بائع جِراو على سياره ربع نقل () ليتمكن من التوغل داخل قرية “البركة” الشهيرة بلقب “البطَّنية”، والتي طالما كانت ملاذًا لتجار المخدرات والمتعاطين.
هذه القرية، التي ذاع صيتها لسنوات كمركز لتجارة السموم البيضاء والحشيش والأقراص المخدرة، لم تكن مهمة مداهمتها سهلة، إذ يعرف أهلها الغرباء سريعًا ويصعب اختراقها بالأساليب التقليدية. لكن حنكة الرائد أحمد صابر وخبرته في العمل الجنائي قادته إلى خطة مبتكرة، تعتمد على الدخول متخفيًا في زي شخص بسيط لا يثير الشبهات وبالفعل، كما وصل لمجلة صدي البلينا تمكن الضابط الشاب من التسلل إلى قلب القرية مرتديًا زي بائع يجوب الشوارع حاملًا جِراو على سياره ربع نقل متخفيا بها المخبرين يتنقل بين الحارات حتى وصل إلى أوكار المتاجرين والمتعاطين. وبفضل هذا التخفي الذكي استطاع جمع المعلومات بدقة ورصد العناصر الإجرامية دون أن يشعر به أحد، ليعطي بعدها الإشارة لرجاله لشن حملة أمنية محكمة.
أسفرت الحملة عن ضبط عدد من كبار تجار المخدرات والمتعاطين، بالإضافة إلى كميات متنوعة من المواد المخدرة، لتتلقى “البطَّنية” واحدة من أقوى الضربات الأمنية في تاريخها.
هذه العملية لم تكن مجرد حملة اعتيادية، بل رسالة واضحة من رجال المباحث بقيادة الرائد أحمد صابر، أن يد العدالة قادرة على الوصول إلى كل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين، وأن الدولة عازمة على تطهير القرى والنجوع من آفة المخدرات التي تهدد مستقبل الشباب.
لقد أثبت الرائد أحمد صابر أن الضابط الناجح ليس فقط من يمتلك القوة والسلاح، بل من يجمع بين الذكاء، الجرأة، والقدرة على التخطيط خارج الصندوق، وهو ما جعله يحظى بتقدير واسع بين الأهالي الذين تنفسوا الصعداء بعد سنوات من المعاناة.