Uncategorized

“كليات التربية: قلب النهضة التعليمية وروح الوطن

الاستاذ الدكتور خميس حرب

“كليات التربية: قلب النهضة التعليمية وروح الوطن”
في زمن تتسارع فيه التحديات، وتتزاحم فيه الدعوات لتطوير التعليم وإصلاحه، يخطئ البعض حين يظن أن السبيل إلى الإصلاح يبدأ بتقليص دور كليات التربية أو التشكيك في أهميتها، وهذا طرح مرفوض جملة وتفصيلًا.
إن كليات التربية ليست عبئًا على التعليم، بل هي قاطرته. ليست طرفًا في معادلة التطوير، بل هي مركزها، وهي الكيان المعني بصناعة المعلم الذي هو حجر الزاوية في أي مشروع نهضوي وطني. فالمعلم الجيد لا يُصنع صدفة، ولا يُختزل في دورات تدريبية عابرة، بل يُعد إعدادًا متكاملًا علميًا ومهنيًا وأخلاقيًا، وهذا ما تنهض به كليات التربية.
وإذا كان ثمة خلل في بعض جوانب إعداد المعلم، فالحل لا يكون بنسف المؤسسة التربوية التي تضطلع بهذه المهمة، وإنما بإصلاح ما يمكن إصلاحه، وتطوير البرامج، ودعم القدرات، وتمكين كليات التربية من القيام بدورها الكامل، لا تقزيمه.
أقولها بيقين راسخ: كليات التربية ليست خيارًا، بل ضرورة وطنية. فهي عقل التعليم وروحه، وبها يُبنى الإنسان الذي يُبني به الوطن. ومن يظن أن بإمكانه النهوض بالتعليم دون تمكينها، فإنه يطارد سرابًا. فالدول لا تُبنى إلا على يد معلم مؤهل، والمعلم لا يُصنع إلا في كليات التربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى