
محمد الشريف
الحجر الأسود هو أحد أركان الكعبة المشرفة وأقدس أحجار الأرض في نظر المسلمين. يتمركز في الزاوية الشرقية للكعبة، وهو نقطة البداية والنهاية في الطواف، حيث يُقبل عليه الملايين من المسلمين خلال أداء شعائر الحج والعمرة.
أصل الحجر الأسود ومكانته
يعتقد المسلمون أن الحجر الأسود جاء من الجنة، وهو ما يعكس قدسيته الكبيرة. يُروى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضًا من الثلج حتى سودته خطايا بني آدم.” يشير ذلك إلى رمزية الحجر في احتضان البشرية رغم أخطائها.
وصف الحجر الأسود
الحجر ليس قطعة واحدة كما قد يظن البعض، بل هو مجموعة من ثماني قطع صغيرة مدمجة مع بعضها ومثبتة في إطار من الفضة. يبلغ قطره حوالي 30 سنتيمترًا، ويتميز بلونه الأسود المائل إلى الحمرة.
التاريخ والترميم
تعرض الحجر الأسود لمحاولات سر قة وتد مير عبر التاريخ. من أبرز الحوا دث كانت في عام 930م، عندما أخذته فرقة القرامطة إلى البحرين لعدة سنوات. أُعيد الحجر لاحقًا إلى الكعبة بفضل جهود المسلمين.
كما جرى ترميم الحجر وإحاطته بإطار من الفضة على يد الخلفاء والأئمة للحفاظ عليه.
مكانة الحجر الأسود في الإسلام
الحجر الأسود ليس موضع عبادة، بل هو رمز للتو حيد ولصلة المسلمين ببيت الله الحرام. يُقبِّل المسلمون الحجر إن استطاعوا، اقتداءً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو يكتفون بالإشارة إليه.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تقبيله للحجر: “إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.”
الحجر الأسود بين العلم والإيمان
أثارت طبيعة الحجر الأسود فضول العلماء، فتمت دراسات علمية لتحليل مكوناته. يُعتقد أنه نيزك أو صخر بر كاني، مما يربط بين إعجازه العلمي وقد سيته الإيمانية.
خاتمة
يبقى الحجر الأسود رمزًا خالدًا للإيمان والوحدة بين المسلمين، شاهداً على تعاقب الأجيال وقوة ارتباطهم ببيت الله الحرام. هو نقطة التقاء الأرض بالسماء، يعبر عن ر وحانية عميقة لا تزال تس.تقطب قلوب المؤمنين من جميع أنحاء العالم.