
متابعه …محمد الشريف
السيدة هاجر، زوجة النبي إبراهيم عليه السلام وأم النبي إسماعيل عليه السلام، تُعد واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ الإسلامي. ذُكر اسمها في العديد من الروايات والتفاسير الإسلامية، حيث جسدت أسمى معاني الصبر والإيمان.
قصة السيدة هاجر
تبدأ قصة هاجر في مصر، حيث كانت جارية تمتلك من الجمال والأخلاق ما جعلها محط اهتمام. أُهديت إلى النبي إبراهيم عليه السلام من قبل ملك مصر، وعندما لم تُنجب زوجته الأولى، السيدة سارة، عرضت على إبراهيم الزواج بهاجر لينجب منها.
وهكذا، أصبحت هاجر أمًا لإسماعيل عليه السلام. لكن القصة تأخذ منعطفًا عظيمًا عندما أمر الله نبيه إبراهيم بأخذ هاجر وابنهما الرضيع إلى وادٍ غير ذي زرع (مكة)، وتركهما هناك امتثالاً لأمر الله.
التضحية والإيمان
تُجسد السيدة هاجر قمة الثقة بالله عندما تُركت في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا زاد. بدلاً من اليأس، أظهرت إيمانًا عميقًا بالله قائلة: “إذا كان الله قد أمرك بهذا، فلن يضيعنا”.
قامت بالسعي بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء لرضيعها إسماعيل، وهو السعي الذي أصبح شعيرة من شعائر الحج. ومن كرم الله ورحمته، تفجر بئر زمزم تحت قدمي إسماعيل، لتصبح مصدرًا للحياة في هذه المنطقة، ولتُقام حولها بعد ذلك مدينة مكة المكرمة.
دروس من حياة السيدة هاجر
- الصبر عند البلاء: تعلمنا السيدة هاجر أن الصبر والإيمان بالله هما السبيل للتغلب على المحن.
- الثقة المطلقة بالله: مهما كانت الظروف صعبة، فإن الإيمان بأن الله لن يترك عبده هو مفتاح النجاة.
- دور المرأة في بناء الأمم: كانت هاجر البداية في نشأة واحدة من أعظم الحضارات الإسلامية.
مكانة السيدة هاجر في الإسلام
لم تخلد قصة السيدة هاجر فقط في النصوص الدينية، بل أصبحت جزءًا من عبادة المسلمين. السعي بين الصفا والمروة يرمز إلى جهادها، وبئر زمزم يروي قصتها جيلاً بعد جيل.
خاتمة
تظل السيدة هاجر رمزًا خالدًا للإيمان الراسخ والتضحية العظيمة، تُلهم الأجيال لتقتدي بصبرها وإخلاصها في مواجهة الصعوبات. إن قصتها ليست مجرد حكاية تاريخية، بل هي درسٌ عظيم في التوكل على الله والعمل الدؤوب لتحقيق الخير رغم التحديات.